السبب وراء قصر الدورة الشهرية وقلة كمية الدم

من الطبيعي أن تختلف الدورة الشهرية من امرأة لأخرى، لكن حدوث تغيير مفاجئ في نمطها مثل قصر مدتها أو نقص كمية الدم قد يثير القلق. إذا لاحظتِ أن دورتك الشهرية أصبحت أقصر من المعتاد وكمية الدم أقل، فقد يعود ذلك إلى عدة أسباب، بعضها طبيعي والآخر قد يحتاج إلى استشارة طبية.

الأسباب الشائعة لقصر الدورة الشهرية وقلة نزيف الدم

1. التغيرات في العمر والمراحل الانتقالية:

   • سن البلوغ: بعد بدء الدورة الشهرية لأول مرة، قد تستغرق الهرمونات سنوات حتى تستقر، مما يؤدي إلى دورات غير منتظمة وقصيرة في كثير من الأحيان.

   • فترة ما قبل انقطاع الطمث (Perimenopause): مع اقتراب المرأة من سن اليأس، تبدأ مستويات الهرمونات (خاصة الإستروجين) في التذبذب والانخفاض. هذا يمكن أن يؤدي إلى قصر الدورة الشهرية، وتقارب الفترات بينها، ونزيف أخف.

2. عوامل نمط الحياة والضغوط:

   • الإجهاد والتوتر: يؤثر الإجهاد المزمن على منطقة في الدماغ، والتي تنظم الهرمونات المسؤولة عن الدورة الشهرية. هذا يمكن أن يؤدي إلى دورات غير منتظمة أو أقصر أو حتى انقطاعها.

   • التغيرات المفاجئة في الوزن: سواء كان فقدانًا أو زيادة كبيرة في الوزن، يمكن أن يعطل التوازن الهرموني ويؤثر على التبويض والدورة الشهرية.

   • ممارسة التمارين الرياضية المفرطة: يمكن للنشاط البدني الشديد أن يستهلك طاقة الجسم ويؤثر على إنتاج الهرمونات التناسلية، مما يؤدي إلى دورات أقصر وأخف.

3. الظروف الطبية:

   • متلازمة تكيس المبايض (PCOS): على الرغم من أن هذه المتلازمة ترتبط غالبًا بدورات طويلة أو انقطاعها، إلا أنها يمكن أن تسبب في بعض الأحيان دورات قصيرة وغير منتظمة بسبب اختلال التوازن الهرموني.

   • مشاكل الغدة الدرقية: سواء كانت قصور الغدة الدرقية أو فرط نشاطها، يمكن أن تؤثر بشكل كبير على انتظام الدورة الشهرية وكمية النزيف.

   • انخفاض احتياطي المبيض: يعني أن عدد البويضات في المبيضين أقل من المتوقع لعمر المرأة، مما قد يؤدي إلى قصر الدورة وعدم انتظامها.

4. وسائل منع الحمل:

   • حبوب منع الحمل الهرمونية: تعمل هذه الحبوب على تثبيط التبويض، مما يتسبب أحياناً في دورات شهرية منتظمة ولكن أخف وأقصر مدة، وأحيانًا تكون كميتها أقل بكثير من المعتاد.

   • اللولب الهرموني (مثل ميرينا): يطلق هرمون البروجستين الذي يخفف بطانة الرحم، مما يؤدي غالبًا إلى نزيف خفيف جدًا أو اختفاء الدورة الشهرية تمامًا لدى بعض النساء.

5. الرضاعة الطبيعية: خلال فترة الرضاعة، يفرز الجسم هرمون البرولاكتين الذي يكبح التبويض، مما قد يؤدي إلى انقطاع الدورة الشهرية أو عدم انتظامها أو جعلها أخف عندما تعود.

متى يجب عليكِ زيارة الطبيب؟

يُنصح بمراجعة الطبيب المختص في الحالات التالية:

• إذا أصبحت دورتك الشهرية أقصر فجأة واستمر هذا النمط لثلاث دورات متتالية أو أكثر.

• إذا كانت مدة دورتك الشهرية أقل من 21 يومًا.

• إذا توقفت دورتك الشهرية تمامًا لثلاثة أشهر أو أكثر وأنتِ لستِ حاملاً أو في فترة رضاعة.

• إذا صاحب قصر الدورة ونزول كمية قليلة من الدم أعراض أخرى مقلقة، مثل:

  • ألم شديد في الحوض.

  • نزيف بعد الجماع.

  • أعراض مشابهة لانقطاع الطمث (مثل الهبات الساخنة) في سن مبكر.

الخلاصة:

قصر الدورة الشهرية مع قلة كمية الدم له أسباب متعددة، تتراوح بين التغيرات الطبيعية في مراحل الحياة وبعض العادات اليومية إلى بعض الحالات الطبية التي تحتاج إلى متابعة. الاستماع إلى جسدك ومراقبة أي تغييرات مستمرة هو مفتاح الحفاظ على صحتك الإنجابية. لا تترددي في استشارة الطبيب لتشخيص حالتك بدقة وتلقي العلاج المناسب إذا لزم الأمر.

Gynécologue Sfax