السلائل الرحمية (الثالول الرحمي/ بوليب): الأسباب، الأعراض، وتأثيرها على الخصوبة
- Bassem Abdelmoula
- 20 أكتوبر
- 3 دقيقة قراءة

ما هي السلائل الرحمية؟
السلائل الرحمية (أورام بطانة الرحم الحميدة) هي نموات غير سرطانية تظهر في البطانة الداخلية للرحم. تنشأ هذه الزوائد من أنسجة بطانة الرحم وغالبًا ما تكون مرتبطة بجدار الرحم إما بقاعدة عريضة أو بساق رفيعة. تختلف أحجامها بشكل كبير، فقد تكون صغيرة بحجم بذور السمسم أو كبيرة بحجم كرة الغولف. قد تظهر السلائل بشكل منفرد أو في مجموعات.
عادةً ما تكون هذه السلائل حميدة (غير سرطانية)، ولكن في حالات نادرة جدًا، قد تتحول بعضها إلى أورام خبيثة (سرطان بطانة الرحم).

ما هي أسباب تكون السلائل الرحمية؟
لا يزال السبب الدقيق لتكون السلائل الرحمية غير معروف بشكل قاطع، لكن يُعتقد أن التغيرات الهرمونية تلعب دورًا رئيسيًا في ذلك. يبدو أنها تستجيب لهرمون الإستروجين، تمامًا كما تفعل بطانة الرحم، حيث يحفز الإستروجين نموها.
هناك عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة بالسلائل الرحمية:
التقلبات الهرمونية: الفترات التي يحدث فيها عدم توازن هرموني.
العمر: هي أكثر شيوعًا لدى النساء في سن الأربعينيات والخمسينيات، خاصةً أثناء فترة انقطاع الطمث أو حولها (Perimenopause).
السمنة: تؤدي زيادة الوزن إلى ارتفاع مستويات هرمون الإستروجين.
بعض الأدوية: تناول أدوية مثل تاموكسيفين (يُستخدم لعلاج سرطان الثدي) يزيد من خطر الإصابة.
ارتفاع ضغط الدم (فرط التوتر الشرياني).
ما هي أعراض السلائل الرحمية؟
كثير من النساء المصابات بالسلائل الرحمية لا تظهر عليهن أي أعراض على الإطلاق، ويتم اكتشاف السلائل بالصدفة أثناء الفحوصات الروتينية أو فحوصات الخصوبة. ومع ذلك، عندما تظهر الأعراض، فقد تشمل:
نزيف غير طبيعي: هو أكثر الأعراض شيوعًا.
نزيف حاد خلال الدورة الشهرية (غزارة الطمث).
نزيف بين الدورات الشهرية.
نزيف بعد الجماع.
آلام في أسفل البطن (في حالات السلائل الكبيرة).
العقم: حيث يمكن أن تمنع السلائل انغراس الجنين في الرحم.
كيف تؤثر السلائل الرحمية على الخصوبة والحمل؟
يمكن أن تعيق السلائل الرحمية فرص الحمل بعدة طرق:
عائق فيزيائي: قد تعمل السلائل الكبيرة، خاصة تلك الموجودة قرب مجرى قناة فالوب، كجسم غريب يمنع الحيوانات المنوية أو البويضة من الالتقاء.
منع انغراس الجنين: قد تتداخل السلائل مع الطريقة التي تُبطن بها بطانة الرحم تجويف الرحم، مما يخلق بيئة غير مناسبة لانغراس الجنين.
التهاب موضعي: يمكن أن تسبب السلائل التهابًا في بطانة الرحم، مما يؤثر سلبًا على جودة البطانة وقابليتها لاستقبال الجنين.
مشاكل أخرى: هناك نظريات تشير إلى أن السلائل قد تتداخل مع حركة الحيوانات المنوية أو تسبب تقلصات في الرحم تعيق الانغراس.
لذلك، يوصى عمومًا باستئصال السلائل الرحمية لدى النساء اللواتي يعانين من العقم أو اللواتي يخططن للخضوع لتقنيات الإنجاب المساعدة مثل التلقيح الاصطناعي (IVF)، وذلك لزيادة فرص نجاح العلاج.
كيف يتم تشخيص السلائل الرحمية؟
عادةً ما يتم التشخيص من خلال:
التصوير بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل: يسمح هذا الفحص برؤية الرحم والمبيضين، وغالبًا ما يمكنه الكشف عن وجود السلائل.
الموجات فوق الصوتية مع حقن السائل (Sonohysterography أو SIS): في هذا الفحص، يتم حقن محلول ملحي معقم في تجويف الرحم أثناء إجراء الموجات فوق الصوتية. يساعد السائل في توسيع التجويف، مما يسمح برؤية أوضح للسلائل وتحديد حجمها وموقعها بدقة أكبر.
تنظير الرحم (Hysteroscopy): يعتبر هذا الإجراء الوسيلة التشخيصية والعلاجية الأكثر دقة. يتم إدخال منظار رفيع مزود بكاميرا صغيرة عبر عنق الرحم إلى داخل الرحم، مما يسمح للطبيب برؤية التجويف الداخلي للرحم مباشرةً وتحديد أي سلائل أو تشوهات أخرى.

ما هو علاج السلائل الرحمية؟
العلاج الأساسي للسلائل الرحمية، خاصةً إذا كانت تسبب أعراضًا أو تؤثر على الخصوبة، هو الاستئصال الجراحي.
استئصال السلائل بتنظير الرحم (Hysteroscopic Polypectomy): هذا هو الإجراء القياسي والأنسب. يتم إدخال المنظار الرحمي عبر عنق الرحم، ثم يتم إدخال أدوات جراحية دقيقة بالمنظار الرحمي لاستئصال السليلة وإزالتها. مزايا هذه الطريقة هي:
لا توجد جروح أو ندوب في البطن.
دقيقة للغاية.
فترة النقاهة والتعافي قصيرة.
الشفط أو الكحت (D&C): كانت هذه الطريقة تُستخدم في الماضي، ولكنها أقل دقة من تنظير الرحم حيث يتم إجراؤها "بشكل أعمى"، وقد تترك أجزاء من السليلة دون استئصال. لذلك، حل محلها تنظير الرحم كخيار أول.
بعد الاستئصال، غالبًا ما تختفي الأعراض على الفور، وتتحسن فرص الحمل بشكل ملحوظ. يمكن تحليل النسيج المستأصل في المختبر (الفحص النسيجي المرضي) للتأكد من أنه حميد وليس سرطانيًا.
الخلاصة
السلائل الرحمية هي حالة شائعة وعادة ما تكون حميدة. بينما قد لا تسبب أي أعراض لدى العديد من النساء، إلا أنها يمكن أن تكون سببًا وراء اضطرابات الدورة الشهرية أو مشاكل العقم. يشكل استئصال السلائل بتنظير الرحم علاجًا بسيطًا وفعالًا للغاية، مما يحسن بشكل كبير من جودة حياة المرأة ويزيد من فرصها في تحقيق الحمل. إذا كنت تشكين في إصابتك بسلائل رحمية أو تعانين من أعراض، فمن المهم استشارة طبيب أمراض النساء لمناقشة خيارات التشخيص والعلاج المناسبة لك.








تعليقات